التعامل مع الأشخاص الصعبين في العمل

أفضل أساليب التعامل مع الذين يصعب التعامل معهم في العمل

يعتبر العمل الجماعي من الأساسيات التي تساهم في نجاح أي منظمة أو شركة، ولكن في بعض الأحيان، يظهر أفراد يصعب التعامل معهم في بيئة العمل. يمكن أن تتنوع هذه الصعوبات بين الموظفين الذين يعانون من صعوبة في التواصل، أو الذين يمتلكون شخصية متسلطة، أو أولئك الذين يفتقرون إلى القدرة على العمل ضمن فريق. تواجه الإدارة والعاملون على حد سواء تحديات كبيرة عند التعامل مع هذه الأنماط، ولذا فإن تبني أساليب استراتيجية للتعامل مع هؤلاء الأفراد يعد أمرًا حيويًا من أجل الحفاظ على بيئة عمل مهنية وصحية.

يتطلب التعامل مع الأفراد الذين يصعب التعامل معهم مستوى عالٍ من الذكاء العاطفي، وهو القدرة على التعرف على مشاعر الشخص الآخر وفهمها، وكذلك التعامل معها بشكل حكيم. في هذا المقال، سنتناول أفضل الأساليب التي يمكن اتباعها للتعامل مع هؤلاء الأشخاص في بيئة العمل بشكل فعّال واحترافي.

1. التواصل الفعّال والمباشر

إن أحد أبرز الأسباب التي تجعل التعامل مع بعض الأشخاص في العمل صعبًا هو التواصل الغامض أو الملتوي. في بعض الحالات، قد يكون الشخص الذي يصعب التعامل معه لا يفهم ما يُتوقع منه أو قد تكون لديه فكرة غير واضحة عن ما يُقال. لتجنب هذه الفجوة، من الضروري تبني أسلوب تواصل فعّال ومباشر.

• الوضوح والتحديد: ينبغي توجيه الرسائل بوضوح، بحيث يتم تحديد الأهداف والمقاصد بشكل لا يترك مجالًا للتفسير. على سبيل المثال، عند إعطاء تعليمات أو مهام، من الأفضل استخدام لغة دقيقة وتجنب الغموض.

• الاستماع الجيد: لا يتعلق التواصل مع الشخص الذي يصعب التعامل معه فقط بالحديث، بل يجب أن تكون لديك القدرة على الاستماع إلى ما يقوله الآخرون. الاستماع الفعّال قد يساعد في تجنب الكثير من الصراعات والمشاكل.

2. البحث عن الأسباب المحتملة للمشاكل

في كثير من الأحيان، يُظهر الأفراد الذين يصعب التعامل معهم سلوكيات صعبة بسبب مشاكل شخصية أو ضغوطات غير مرئية قد تؤثر على أدائهم وسلوكهم في العمل. بدلاً من الاستسلام للانطباع الأولي بأن الشخص معقد أو عصبي، من المفيد محاولة فهم الأسباب الجذرية لهذا السلوك.

• الضغط النفسي أو الشخصي: قد يعاني البعض من مشاكل نفسية أو اجتماعية تؤثر على أدائهم في العمل، مثل الضغوطات العائلية أو القلق المستمر. هذه العوامل قد تؤدي إلى سلوكيات غير متوقعة أو عدم القدرة على التواصل بشكل فعّال.

• الافتقار إلى المهارات الاجتماعية: بعض الأفراد قد يكون لديهم صعوبة في التواصل الاجتماعي بسبب نقص في المهارات الاجتماعية أو الذكاء العاطفي، مما يجعل التفاعل معهم صعبًا. في مثل هذه الحالات، يمكن تقديم التدريب والدعم لتعزيز مهاراتهم.

3. استخدام أسلوب التحفيز الإيجابي

من الأساليب الفعّالة في التعامل مع الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم هو استخدام التحفيز الإيجابي. يعتمد هذا الأسلوب على تعزيز السلوكيات المرغوب فيها وتشجيع الأفراد على تحسين سلوكهم في العمل من خلال التعزيزات الإيجابية.

• التشجيع على النجاح: بدلاً من التركيز على الأخطاء أو النقائص، يمكن تسليط الضوء على النجاحات الصغيرة والإنجازات التي يحققها هذا الشخص. هذا يعزز ثقته بنفسه ويحفزه على العمل بشكل أفضل.

• الاعتراف بالمجهودات: حتى عندما تكون المهام التي يقوم بها الشخص لا تفي تمامًا بالتوقعات، فإن الاعتراف بمجهوده يمكن أن يساعد في بناء علاقة إيجابية. على سبيل المثال، يمكن قول “أقدر حقًا الجهد الذي بذلته في هذا المشروع” مما يساعد على دفع الشخص لتحسين أدائه.

4. وضع الحدود بوضوح

عندما يتعامل شخص ما بأسلوب غير لائق أو صعب، قد يكون من الضروري وضع حدود واضحة. إن معرفة كيفية تحديد الخطوط الحمراء يمكن أن تساعد في تفادي الدخول في صراعات أو مشاكل متزايدة.

• وضع الحدود الشخصية: من المهم أن تكون قادرًا على التعبير عن احتياجاتك بشكل مهذب ولكن حازم. يمكن أن تقول مثلاً: “أنا أقدر رأيك، لكنني أفضل أن نناقش هذا الموضوع لاحقًا عندما نكون هادئين”.

• تجنب الدخول في دائرة الصراع: إذا كان الشخص يدخل في صراعات أو يناقش أمورًا غير ضرورية، يجب الحفاظ على هدوئك وتجنب الرد على التصرفات الاستفزازية. وضع حدود واضحة مع هذا الشخص يمكن أن يساعد في تنظيم التفاعلات بينكما.

5. التعامل مع السلوكيات الصعبة بحذر واحترافية

في بعض الأحيان، قد تكون السلوكيات السلبية أو الصعبة التي يتسم بها بعض الأفراد غير قابلة للتغيير على المدى القصير. في مثل هذه الحالات، من المهم أن يكون لديك أسلوب منهجي واحترافي في التعامل معها.

• التحكم في ردود الفعل: لا ينبغي أن تُستفز بسهولة من تصرفات الشخص الصعب. الحفاظ على الهدوء والتعامل مع المواقف بتعقل يساهم في تجنب التصعيد.

• تقديم الدعم بدلاً من المواجهة: قد تكون المواجهة المباشرة مع الشخص الذي يصعب التعامل معه غير فعّالة في بعض الأحيان. بدلاً من ذلك، يمكن تقديم الدعم له بطريقة غير مباشرة، مثل منحه موارد أو مشورة يمكن أن تساعده على تحسين سلوكه.

6. إشراك الإدارة أو الموارد البشرية

في بعض الحالات، قد تكون الأساليب السابقة غير كافية لإحداث التغيير المطلوب. إذا استمرت الصعوبات أو تدهورت العلاقة بشكل مستمر، فقد يكون من الأفضل إشراك الإدارة أو قسم الموارد البشرية.

• التدخل المهني: يمكن للمسؤولين أن يقدموا نصائح إضافية أو حتى تدخلًا رسميًا إذا كان السلوك يؤثر على بيئة العمل أو يؤدي إلى تراجع الإنتاجية.

• البحث عن حلول متكاملة: يمكن أن يتم تحديد خطة لمعالجة المشكلات المستمرة مع الشخص الصعب، سواء كان ذلك من خلال جلسات استشارية أو تقديم التدريب المهني.

7. الاستفادة من الذكاء العاطفي

يعتبر الذكاء العاطفي أحد أهم العوامل التي تساعد على التعامل مع الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم. يشمل الذكاء العاطفي القدرة على التحكم في مشاعر الشخص نفسه وفهم مشاعر الآخرين.

• التعاطف: من خلال وضع نفسك في مكان الشخص الآخر، يمكنك فهم دوافعه واحتياجاته بشكل أفضل. يساعد التعاطف في بناء علاقات أكثر إيجابية وأكثر تفهمًا.

• إدارة التوتر: في بيئة العمل، قد تكون هناك ضغوطات تؤثر على جميع العاملين. القدرة على إدارة التوتر الشخصي والمساعدة في تهدئة المواقف المتوترة يمكن أن تساعد في تعزيز بيئة العمل.

8. التحلي بالصبر والمثابرة

يجب أن يكون لديك الصبر عند التعامل مع الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم. التغيير لا يحدث بين عشية وضحاها، وقد يحتاج الشخص إلى وقت للتكيف مع أساليب العمل المختلفة.

• الاستمرارية في استخدام الأساليب المتنوعة: لا يجب أن تستسلم إذا لم تظهر نتائج فورية. من خلال التحلي بالصبر والمثابرة في استخدام الأساليب المختلفة، يمكن أن تحقق نتائج تدريجية على المدى الطويل.

• التركيز على النتائج الطويلة الأجل: على الرغم من أن التعامل مع الأفراد الصعبين قد يكون محبطًا في البداية، إلا أن الحفاظ على التفاؤل والتركيز على الأهداف الطويلة الأجل قد يساهم في إيجاد الحلول المناسبة.

9. تشجيع العمل الجماعي وتوحيد الأهداف

أحيانًا يكون السبب وراء صعوبة التعامل مع بعض الأفراد هو عدم قدرتهم على العمل ضمن الفريق. في مثل هذه الحالات، يجب أن يتم تعزيز ثقافة العمل الجماعي، وتشجيع الأفراد على التعاون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.

• تعزيز التعاون: العمل الجماعي يمكن أن يعزز من الروح الإيجابية في بيئة العمل ويخفف من التوترات بين الأفراد. عندما يعمل الجميع لتحقيق نفس الهدف، يصبح من الأسهل التعامل مع الصعوبات.

• تنمية الشعور بالمسؤولية الجماعية: يجب التأكيد على أن الجميع مسؤول عن نجاح الفريق، وأن التعاون هو المفتاح لتحقيق النجاح.

10. المرونة في التعامل

من الضروري أن تكون مرنًا في طريقة تعاملك مع الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم. هذا يعني أنه في بعض الأحيان يجب تعديل أسلوبك بناءً على سلوك الشخص أو الموقف.

• تكييف الاستراتيجيات: يمكن أن يتطلب التعامل مع شخص صعب تغيير طريقة التواصل أو النهج المتبع. إذا كنت ترى أن أحد الأساليب لا ينجح، حاول استخدام أسلوب آخر يتناسب مع الوضع.

• تقديم حلول مبتكرة: بدلاً من الإصرار على طريقة واحدة، يمكن البحث عن حلول مبتكرة تناسب الشخص المعني وتساعده على تحسين سلوكه في بيئة العمل.

في الختام، تعتبر مواجهة الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم في العمل من التحديات التي تتطلب مزيجًا من مهارات التواصل، التحلي بالصبر، والذكاء العاطفي. إن استخدام الأساليب المناسبة بشكل